هدوء حذر بإدلب.. ومخاوف من تجدد حرب النفوذ   - It's Over 9000!

هدوء حذر بإدلب.. ومخاوف من تجدد حرب النفوذ  

بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
تعيش مدن وبلدات محافظة إدلب حالة من الهدوء الحذر، بعد توقف الاشتباكات والاقتتال الذي جرى بين فصيلي "هيئة تحرير الشام" من جهة و"جبهة تحرير سوريا" من جهة ثانية، خلال الأيام الماضية والذي تسبب بحالة من الغضب والغليان بين المدنيين في أغلب مناطق ريف إدلب، وخروج عشرات المظاهرات الشعبية، مطالبين من خلالها بخروج الفصائل العسكرية من المدن والبلدات وتحييدها عن الاقتتال، بعد نقل المعركة إلى المناطق المأهولة بالسكان والتسبب بمقتل وجرح عشرات المدنيين.
وكانت اندلعت معارك بين الطرفين في العديد من المدن والقرى بريفي إدلب الجنوبي والشمالي واستمرت قرابة العشرين يوما بشكل متواصل، استشهد على إثرها عشرات المدنيين، إضافة إلى مئات القتلى والجرحى العسكريين من الطرفين، ناهيك عن عشرات الأسرى بين الفصيلين، والتسبب بقطع أغلب الطرق بين المدن والبلدات وإغلاق العديد من المدارس وتعليق العمل في نقاط طبية، للحفاظ على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية والطبية بسبب تردي الوضع الأمني وتساقط القذائف.

وانتهى المطاف بين الفصيلين المتنازعين بعد تدخل فصيل آخر كجهة صلح بينهما بتوقيع اتفاق بتاريخ 16 من شهر آذار الجاري، يقضي بوقف إطلاق النار الفوري وإيقاف جميع الملاحقات الأمنية والمضايقات على الحواجز، ومنع جميع أنواع المهاترات والتجييش الإعلامي وإخراج جميع المساجين من كلا الطرفين.
في حين يتخوف أهالي المنطقة من احتمالية تجدد الخلافات والاشتباكات، تزامنا مع ما يجري في الغوطة الشرقية من قصف ومجازر يومية، والذي تبعها تقدم لقوات النظام في عدة مناطق منها.

ويرى "عبد القادر مصطفى" أحد سكان ريف إدلب الجنوبي، أن "الخاسر الأكبر من هذا الاقتتال الذي حصل بين الطرفين هم المدنيون برمتهم والفصائل العسكرية بشكل خاص، مما خسرته من مقاتلين وعتاد زجت بهم في هذه المعارك"، مشيرا إلى أن "مستقبل إدلب يقع على عاتق هذه الفصائل من حيث الدفاع عنها من أي تقدم متوقع لقوات النظام وفتح معارك مع النظام تخفف عن أهالي الغوطة من مجازر يومية ترتكب بحق آلاف المدنيين".
وطالب "المصطفى" جميع الفصائل المتواجدة في محافظة إدلب "بضرورة خروج المقرات العسكرية من المدن والبلدات، وإزالة الحواجز وتسليم كافة المؤسسات والمنشآت الحيوية للمجالس المحلية، وفسح المجال للمنظمات الإغاثية والإنسانية بأخذ دورها من تقديم الخدمات للمجتمع للنهوض بمجتمع مدني وحضاري تشاركي بين جميع الأطياف المدنية والاجتماعية".

"قصي الزرقة" أحد الضباط المنشقين عن نظام الأسد، والعامل ضمن صفوف الجيش السوري الحر، قال "إن ما شهدته الساحة في إدلب من اشتباكات بين الطرفين تسبب بسقوطهم أمام حاضنتهم الشعبية في المجتمع بعد توجيه سلاحهم بوجه بعضهم البعض من أجل النفوذ والسيطرة على الأرض".
وشد "الزرقة" على"ضرورة ابتعاد الفصائل العسكرية عن إدارة المناطق المدنية، وفسح المجال للمنظمات التي علقت عملها بسبب تحرشاتهم وتدخلاتهم المتكررة في شؤونها والذي تسبب بتوقف أغلب المشاريع كضخ المياه وإمداد أفران الخبز بمواد الطحين والمحروقات".
وحذر "الزرقة" الفصائل العسكرية المتواجدة في محافظة إدلب من أن تصبح المدينة لقمة سائغة بين فكي إيران وروسيا وميليشيات الأسد في حال استمروا باقتتالهم الداخلي بين بعضهما البعض، حيث لا يفيد الندم حينها، بحسب تعبيره.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الهيئة" تمنع إقامة فعالية ثورية في إدلب